فغدت كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها وأمامها
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا أعصامها
فلحقن واعتكرت لها مدرية ... كالسمهرية حدها وتمامها
لتذودهن وأيقنت إن لم تذد ... أن قد أحم من الحتوف حمامها
فتقصدت منها كساب فضرجت ... بدم وغودر في المكر سخامها
فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى ... واجتاب أردية السراب إكامها
أقضى اللبانة لا أفرط ريبة ... أو أن يلوم بحاجة لوامها
وغداة ريح قد وزعت قرة ... قد أصبحت بيد الشمال زمامها
ولقد حميت الحي تحمل شكتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها
فعلوت مرتقبا على ذي هبوة ... حرج إلى أعلامهن فتامها
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
أسهلت وانتصب كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها
رفعتها طرد النعام وفوقه ... حتى إذا سحنت وخف عظامها
قلقت رحالتها وأسبل نحرها ... وابتل من زبد الحميم حزامها
ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامها
وكثيرة غرباؤها مجهولة ... ترجى نوافلها ويخشى ذامها
غلب تشذر بالذخول كأنها ... جن البدي رواسيا أقدامها
أنكرت باطلها وبؤت بحقها ... عندي ولم يفخر علي كرامها
وجزور أيسار دعوت لحتفها ... بمغالق متشابه أجسامها