والطير قد خفقت على أفنانها ... تلقي فنون الشدو في أسلوبها

تشدو وتهتز الغصون كأنما ... حركاتها رقص على تطريبها

قال ابن حمديس الصقلي يصف دارا بناها المنصور بن أعلى ببجاية

أعمر بقصر الملك ناديك الذي ... أضحى بمجدك بيته معمورا

قصر لو أنك قد كحلت بنوره ... أعمى لعاد إلى المقام بصيرا

واشتق من معنى الجنان نسيمه ... فيكاد يحدث بالعظام نشورا

نسي الصبيح مع الفصيح بذكره ... وسما ففاق خورنقا وسديرا

أبصرته فرأيت أبدع منظر ... ثم انثنيت بناظري محسورا

فظننت أني حالم في جنة ... لما رأيت الملك فيه كبيرا

لو أن بالإيوان قوبل حسنه ... ما كان شيئا عنده مذكورا

أعيت مصانعه على الفرس الألى ... رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا

ومضت على الروم الدهور وما بنوا ... لملوكهم شهبا له ونظيرا

أذكرتنا الفردوس حين أريتنا ... غرفا رفعت بناءها وقصورا

ومحصب بالدر تحسب تربه ... مسكا تضوع نشره وعبيرا

تستخلف الأبصار منه إذا أتى ... صبحا على غسق الظلام منيرا

ثم ذكر بركة فيه عليها أشجار من ذهب وفضة ترمي فروعها المياه. ثم تفنن وذكر أسودا على حافاتها قاذفة بالمياه أيضا فقال:

وضراغم سكنت عرين رئاسة ... تركت خرير الماء فيه زئيرا

فكأنما غشى النضار جسومها ... وأذاب في أفواهها البلورا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015