من حالك اللون كجنح الدجى ... وناصع يلمع كالكوكب

أطيب بها حلا ومحظورة ... في كرمها وكأسها الأطيب

زهرية الفقيه أبي الحسن بن زنباع

أبدت لنا الأيام زهرة طيبها ... وتسربلت بنضيرها وقشيبها

واهتز عطف الأرض بعد خشوعها ... وبدت بها النعماء بعد شحوبها

وتطلعت في عنفوان شبابها ... من بعد ما بلغت عتي مشيبها

وقفت عليها السحب وقفة راحم ... فبكت لها بعيونها وقلوبها

فعجبت للأزهار كيف تضاحكت ... ببكائها وتبشرت بقطوبها

وتسربلت حللا تجر ذيولها ... من لدمها فيها وشق جيوبها

فلقد أجاد المزن في إنجادها ... وأجاد حر الشمس في ترتيبها

ما أنصف الخيري يمنع طيبه ... لحضورها ويبيحه لمغيبها

وهي التي قامت عليه بدفئها ... وتعاهدته بدرها وحليبها

فكأنه فرض عليه موقت ... ووجوبه متعلق بوجوبها

وعلى سماء الياسمين كواكب ... أبدت ذكاء العجز عن تغييبها

زهر توقد ليلها ونهارها ... وتفوت شأو خسوفها وغروبها

فتأرجت أرجاؤها بهبوبها ... وتعانقت أزهارها بنكوبها

وتصوبت فيها فروع جداول ... تتصاعد الأبصار في تصويبها

تطفو وترسب في أصول ثمارها ... والحسن بين طفوها ورسوبها

أو ما ترى الأزهار ما من زهرة ... إلا وقد ركبت فقار قضيبها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015