فالبيض يهتفن والأبصار خاشعة ... مما ترى وخدود القوم تنعفر
نكسوهم مرهفات غير مجدبة ... يشفي اختراط ظباها من به صعر
هندية كاشتعال النار تقصمهم ... بها مغاوير عن أحسابهم غير
لصفي الدين الحلي في وصف صيد الكراكي عند قدومها من البطائح ورحيلها إلى الجبال في فصل الربيع
أهلا بها قوادماً رواحلاً ... تطوي الفلا وتقطع المراحلا
تذكرت آكام دربنداتها ... وعافت الآجام والسواحلا
أذكرها عرف الربيع إلفها ... فأقبلت لشوقها حواملا
تقرق في الجو بصوت مطرب ... يشوق من كان إليها مائلا
لما رأت حر الصيف مقبلا ... وطيب برد القر ظلا زائلا
أهملت التخبيط في مطارها ... وعسكرت لسيرها قوافلا
تنهض من صرح الجليل تحتها ... بأرجل لبرده قوابلا
قد أنفت أيام كانون لها ... من أن ترى من الحلى عواطلا
فضاعفت الطل لها قلائدا ... والثلج في أرجلها خلاخلا
لما دعاني صاحبي لبرزة ... ونبه الزميل والمقاولا
أجبته مستبشرا بقصدها ... نبهتم ليث عرين باسلا
ثم برزنا نقتفي آثاره ... ونقصد الأملاق والمنهلا
والصبح قد أعمنا بنوره ... لما انثنى جنح الظلام راحلا
وقد أقمنا في المقامات لها ... معالما تحسبها مجاهلا