ولو رمنا حميناها البوادي ... كما تحمي أسود الغاب غابا

إذا ما أرسل الأمراء جيشا ... إلى الأعداء أرسلنا الكتابا

أنا ابن الضاربين الهام قدما ... إذا كره المحامون الضرابا

ألم تعلم ومثلك قال حقا ... باني كنت أثقبها شهابا

لابن طباطبا الحسيني في وصف الليل

وتنوفة مد الضمير قطعتها ... والليل فوق إكامها يتربع

ليل يمد دجاه دون صباحه ... آمال ذي الحرص الذي لا يقنع

باتت كواكبه تحوط بقاءه ... في كل أفق منه نجم يلمع

زهر يثير على الصباح طلائعاً ... حول المساء فهن حسرى ضلع

ومتيقظات في المسير كأنها ... باتت تناجي بالذي يتوقع

والصبح يرقب من دجاه غرة ... متضائل من سحقه يتطلع

متنفسا فيه جنانا واهنا ... في كل لحظة ساعة يتشجع

حتى انزوى الليل البهيم لضوئه ... وقد استجاب ظلامه يتقشع

وبدت كواكبه حيارى فيه لا ... تدري بوشل ريالها ما تصنع

متهادلات النور في آفاقها ... مستعبرات في الدجى تسترجع

وكواكب الجوزاء تبسط باعها ... لتعانق الظلماء وهي تودع

وكأنها في الجو نعش أخ ولا ... يبكي ويوقف تارة ويشيع

وكأنما الشعرى العبور وراءها ... ثكلى لها دمع غزير يهمع

وبنات نعش قد برزن حواسر ... قدامها أخواتهن الأربع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015