ولواحق مثل الأهلة جنح ... لحق المطالب فائتات المهرب

يذهبن فيما بينهن لطافة ... ويجئن فعل الطائر المتغلب

وعلى كواكبها أسود خلافة ... تختال في عدد السلاح المرهب

فكأنما البحر استعار بزيهم ... ثوب الجمال من الربيع المذهب

قال أبو فراس الحمداني يصف قتال سيف الدولة لأهل قنسرين وقبائل العرب

ولما سار سيف الدين سرنا ... كما هيجت آسادا غضابا

أسنته إذا لاقى طعانا ... صوارمه إذا لاقى ضرابا

دعانا والأسنة مشرعات ... فكنا عند دعوته الجوابا

صنائع فاق صانعها ففاقت ... وغرس طاب غارسه فطابا

وكنا كالسهام إذا أصابت ... مراميها فراميها أصابا

فلما اشتدت الهيجاء كنا ... أشد مخالباً وأحد نابا

وأمنع جانبا وأعز جارا ... وأوفى ذمة وأقل عابا

سقينا بالرماح بني قشير ... ببطن العنتر السم المذابا

وسرنا بالخيول إلى نمير ... تجاذبنا أعنتها جذابا

ولما أيقنوا أن لا غياث ... دعوه للمغوثة فاستجابا

وعاد إلى الجميل لهم فعادوا ... وقد مدوا لما يهوى الرقابا

أمر عليهم خوفا وأمنا ... أذقهم به أزيا وصابا

أحلهم الجزيرة بعد يأس ... أخو حلم إذا ملك العقابا

ديارهم انتزعناها اقتسارا ... وأرضهم اغتصبناها اغتصابا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015