ولكن رمت أمرا لم يرمه ... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
فلا تجزع فقد لاقيت حرا ... يحاذر أن يعاب فمت حرا
هبطت إليك من المحل الأرفع ... ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف ... وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما ... كرهت فراقك فهي ذات توجع
أنفت وما سكنت فلما استأنست ... ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنها نسيت عهودا بالحمى ... ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها ... من ميم مركزها بدار الأرجع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت ... بين المعالم والطلول الخضع
تبكي وقد ذكرت عهودا بالحمى ... بمدامع تهمي ولما تقلع
وتظل ساجعة على الدمن التي درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدها ... قفص عن الأوج الفسيح الأربع
حتى إذا قرب المسير إلى الحمى ... ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
وعدت مفارقة لكل مخلف ... فيها حليف الترب غير مسيع
هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت ... ما ليس يدرك بالعيون الهجع
وبدت تغرد فوق ذروة شاهق ... والعلم يرفع كل من لم يرفع
فلأي شيء أهبطت من شامخ ... سام إلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أهبطها الإله لحمة ... طويت عن الفذ اللبيب الأروع