الأبيض وروضتها. فلما رآني السلطان (خلد الله ملكه) قد عدت قال: أعملت شيئا. ظنا منه أن العمل في تلك اللمحة متعذر. وبلوغ الغرض فيها غير متصور. فقلت: نعم. فقال: أنشدنا فصمت الناس وحدقت الأبصار وأصاخت الأسماع. وظن الناس بي الظنون. وترقبوا مني ما يكون. فما توالى إنشادي حتى صفقت الأيدي إعجابا. وتغامزت الأعين استغرابا. وحين انتهيت إلى ذكر مولانا الكامل بأنه المعلى إذا ضربت قداحهم. وسردت أمداحهم. إغرورقت عيناه دمعا لذكره. وأبان صمته مخفي المحبة فأعلن بسره. وحين انتهيت إلى آخرها فاض دمعه. ولم يمكنه منعه. ثم قام فوضع فرجية من خاص ملابسه كانت عليه على كتفي (بدائع البدائه للأزدي)

للبابي يرثي ضرسه بعد قلعه

أي طود من الرواسي العظام ... فجعتنا به يد الأيام

هدمته نوازل الدهر والده ... ر ولوع بهدم عز الكرام

فهوى شياظيا من الذروة القع ... ساء فسرا وأنفه في الرغام

صاحب كان لي وفيا وبي بر ... اخفيا يعولني بالتزام

وخليلي في كل مخمصة كا ... ن عتيد الإطعام والإنعام

أبيض الوجه في اللقالين المل_مس صعب المراس عند الصدام

كاسر طاحن إذا اصطم الصف ... ان ماضي الشبا ألد الخصام

ضعضعت ركنه الخطوب وثلت ... عرش سلطانه المنيع السامي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015