ثم طويت الحشا على سغب ... خمسا فلما أمضني السغب
لأم أر إلا جهازها عرضا ... أجول في بيعه واضطرب
فجلت فيه والنفس كارهة ... والعين عبرى والقلب مكتئب
وما تجاوزت إذ عبثت به ... حد التراضي فيحدث الغضب
أو أنني إذا عزمت خطبتها ... زخرفت قولي لينجح الأرب
فو الذي سارت الرفاق إلى ... كعبته تستحثها النجب
ما المنكر بالمحصنات من خلقي ... ولا شعاري التمويه والكذب
ولا يدي مذ نشأت نيط بها ... إلا مواضي البراع والكتب
بل فكرتي تنظم القلائد لا ... كفي وشعري المنظوم لا السخب
فهذه الحرفة المشار إلى ... ما كنت أحوي بها وأجتلب
فإذن لشرحي كما أذنت لها ... ولا تراقب واحكم بما يجب
قال: فلما أحكم ما شاده. وأكمل إنشاده. عطف القاضي إلى الفتاة. بعد أن شعف بالأبيات وقال: إما إنه قد ثبت عند جميع الحكام وولاة الأحكام. انقراض جيل الكرام. وميل الأيام إلى اللئام. وإني لأخال بعلك صدوقا في الكلام. بريئا من الملام. وهاهو قد اعترف لك بالقرض. وصرح عن المحض. وبين مصداق النظم. وتبين أنه معروق العظم. وإعنات المعذر ملأمة. وحبس المعسر مأثمة. وكتمان الفقر زهادة. وانتظار الفرج بالصبر عبادة.