وأقام الناجم أياما مقتصرا من لسانه. على شكر إحسانه. ولا ينصرف من كلامه إلا في مدح أيامه. والتحدث بإنعامه.
حكى الحارث بن هما. قال: أزمعت الشخوص من برقعيد. وقد شمت برق عيد. فكرهت الرحلة عن تلك المدينة. أو أشهد بها يوم الزينة. فلما أظل بفرضه ونفله. وأجلب بخيله ورجله. اتبعت الستة في لبس الجديد. وبرزت مع من برز للتعييد. وحين التأم جمع المصلى وانتظم. وأخذ الزحام بالكظم. طل شيخ في شملتين. محجوب المقلتين. وقد اعتضد شبه النحلاة. واستقاد لعجوز كالسعلاة. فوقف وقفة متهافت. وحيا تحية خافت. ولما فرغ من دعائه. أجال خمسه في وعائه. فأبرز منه رقاعا قد كتبن بألوان الأصباغ. في أوان الفراغ. فناولهن عجوزه الحيزبون. وأمرها بأن تتوسم الزبون. فمن آنست ندى يديه. ألقت ورقة منهن لديه. فأتاح لي القدر المعتوب. رقعة فيها مكتوب:
لقد أصبحت موقوذا ... بأوجاع واوجال
وممنوا بمختال ... ومحتال ومغتال
وخوان من الإخوا ... ن قال لي لإقلالي
وإعمال من العما ... ل في تضليع أعمالي