وطريده. وغريب نضوه طليح. وعيشه تبريح. ومن دون فريخه مهامه فيح. وضيف ظله خفيف. وضالته رغيف. فهل منكم مضيف. فتبادرنا إلى فتح الباب وأنخنا راحلته. وجمعنا رحلته. وقلنا: دارك أتيت. وأهلك وافيت. وهلم البيت. وضحكنا إليه ورحبنا به ورأيناه ضالته وساعدناه حتى شبع. وحادثناه حتى أنس. وقلنا: من الطالع بمشرقه. الفاتن بمنطقه. فقال: لا يعرف العود كالعاجم. وأنا المعروف بالناجم. عاشرت الدهر لأخبره. فعصرت أعصره. وحلبت أشطره. وجربت الناس لأعرفهم فعرفت منهم غثهم وسمينهم. والغربة لأذوقها فما لمحنتي أرض إلا فقأت عينها. ولا انتظمت رفقه إلا ولجت بينها. فأنا في الشرق أذكر. وفي الغرب لا أنكر. فما ملك إلا وطئت بساطه. ولا خطب إلا خرقت سماطه. وما سكنت حرب إلا وكنت فيها سفيرا. قد جربني الدهر في زمني رضائه وبوسه. ولقيني بوجهي بشره وعبوسه. فما بحت لبوسه إلا بلبوسه:
وإن كان صرف الدهر قدما أضربي ... وحملني من ريبه ما يحمل
فقد جاء بالإحسان حيث أحلني ... محلة صدق ليس عنها محول
قلنا: لا فض فوك. ولله أنت وأبوك. ما يخرم السكوت إلا عليك ولا يحل النطق إلا لك. فمن أين طلعت وأين تغربت. وما الذي يحدو أملك أمامك. ويسوق غرضك قدامك. قال: أما الوطن. فاليمن. وأما لوطر. فالمطر. وأما السائق فالضر. والعيش