فأعجب لأرض كالسماء منيرة ... أضحت تضيء شموسها وبدورها

فتبسمت وتنسمت أرجاؤها ... أرجا فما الغصن النضير نظيرها

فلما أتمت جلاء هذه العروس. ورقمها سامعوها على وجنات الطروس. قال الوالي: لقد زدت وصفها. وشمخت على البلاد أنفها. وما أنطاكية لو كان عندك إنصاف. إلا طرف سكنته الأطراف. فلو أنك جمعت بين الأختين. وأرهقت العدة لنقص البيعتين. وأغلقت باب البحر. وجسرت على قطع الجسر. وسودت البيضاء. وأيبست الخضراء. لكان أهون علي من هذا النظم الأنيق. في استرقاق هذا البلد العتيق. وماذا تركت لدمشق من المنة والصفة. وقيل إنها قي الأرض هي الجنة لقد عرفت النكرة ونكرت المعرفة. ثم نظر إلي خجلا. وأنشد مرتجلا:

مدحت أنطاكية ... حتى توارى عقلها

ولم يكن عندي كما ... ذكرته محلها

لأنها دائرة ... علا عليها ذلها

فكيف لا أبغضها ... وكيف لا أملها

وعجمها أكثرها ... وعربها أقلها

لولا حبيب ساكن ... فيها ولولا ظلها

لقلت من مدن لظى ... لكنني أجلها

لكن أقول قولة ... ليس يرد عدلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015