رأي الحدث من أهل بيتنا كرأي عشرة حلماء من غيرنا. ولكن أين تركتم ولي العهد. (قالوا) : لم يمنعنا من ذكره إلا كونه شبيه جده. ونسيج وحده. ومن الدين وأهله. بحيث يقصر القول عن أدنى فضله.
ولكن وجدنا الله عز وجل حجب عن خلقه وستر من دون عباده علم ما تختلف به الأيام ومعرفة ما تجري عليه المقادير من حوادث الأمور وريب المنون المخترمة لخوالي القرون ومواضي الملوك. فكرهنا شسوعه عن محلة الملك ودار السلطان ومقر الإمامة والولاية. وموضع المدائن والخزائن ومستقر الجنود ومعدن الجود. ومجمع الأموال التي جعلها الله قطبا لدار الملك ومصيدة لقلوب الناس. ومثابة لإخوان الطمع وثوار الفتن ودواعي البدع وفرسان الضلال وأبناء الموت. وقلنا: إن وجه المهدي ولي عهده فحدث في جيوشه وجنوده ما قد حدث بجنود الرسل من قبله لم يستطع المهدي أن يعقبهم بغيره إلا أن ينهد إليهم بنفسه. وهذا خطر عظيم وهول شديد إن تنفست الأيام بمقامه. واستدارت الحال بإمامه. حتى يقع عوض لا يستغنى عنه أو يحدث أمر لابد منه. صار ما بعده مما هو أعظم هولا وأجل خطرا له تبعا وبه متصلا. (قال المهدي) : الخطب أيسر مما تذهبون إليه. وعلى غير ما تصفون المر عليه. نحن أهل البيت نجري من أسباب القضايا ومواقع الأمور على سابق من العمل ومحتوم من الأمر. وقد تناهى ذلك بأجمعه إلينا وتكامل بحذافيره عندنا. فيه