فالتفت إليه وقال: أيها الملتهب في قدحه. والخارج عما نسب إليه من صفحه. ما هذه الزيادة في السباب. والتطفيف في كيل الجواب. وأني علم الشيوخ عن جهل الشباب. أما كان الأحسن بك أن تترك هذا الرفث. وتلم أخاك على الشعث. وتحلم كما زعمت أنك السيد. وتزكو على الغيظ كما يزكو على النار الجيد. أما تعلم أني معينك في تشييد الممالك. ورفيقك فيما تسلكه لنفعها من المسالك. أما أنا وأنت للملك كاليدين. وفي تشييده كالركنين. وما أراك عبتني في الأكثر إلا بنحول الجسد الذي ليس خلقه علي. وضعفه الذي ليس أمره إلي. على أن أذكى النسيمات أعلها وأنفها. وهذه سادات العرب تعد ذلك من فضلها الأظهر. وحسنها الأشهر. ولو أنك تقول بالفصاحة. وتقف في هذه الساحة. لأسمعتك في ذلك من أشعارهم. وأتحفتك بما يفخرون به من آثارهم. فيا لله من هذه الحجة البائرة. والكرة الخاسرة. وعلى هذه النسبة ما عبتني به من فقر الأنبياء. وذل الحكماء. على أن إطلاقات معروفي معروفة وسطوات أمري في وجوه الأعداء المكسوفة مكشوفة. فاستغفر الله مما فرط في مقالك. والتفويض من عوائد احتمالك. فلا تشمت بنا الأضداد ولا تسلط بفرقتنا المفسدين في الأرض. إن الله لا يحب الفساد. واغضض الآن من خيلائك بعض هذا الغض. ولا تشك أني قسيمك وإن أبيت إلا أن تهدد. وتجرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015