وقت الأسر فافعله في وقت الإطلاق. قال أبو تمام:
أتأمل في الدنيا تجد وتعمر ... وأنت غدا فيها تموت وتقبر
تلقح آمالا وترجو نتاجها ... وعمرك مما قد ترجيه أقصر
تحوم على إدراك ما قد كفيته ... وتقبل بالآمال فيه وتدبر
وهذا صباح اليوم ينعاك ضوءه ... وليلته تنعاك إن كنت تشعر
ورزقك لا يعدوك إما معجل ... على حاله يوما وإما مؤخر
ولا حول محتال ولا وجه مذهب ... ولا قدر يزجيه إلا المقدر
وقد قدر الأرزاق من ليس عادلا ... عن العدل بين الخلق فيما يقدر
فلا تأمن الدنيا وإن هي أقبلت ... عليك فما زالت تخون وتغدر
فما تم فيها الصفو يوما لأهله ... ولا الرنق إلا ريثما يتغير
وما لاح نجم لا ولا ذر شارق ... على الخلق إلا حبل عمرك يقصر
تطهر وألحق ذنبك اليوم توبة ... لعلك منه إن تطهرت تطهر
وشمر فقد أبدى لك الموت وجهه ... وليس ينال الفوز إلا المشمر
فهذي الليالي مؤذناتك بالبلى ... تروح وأيام كذلك تبكر
وأخلص لدين الله صدرا ونية ... فإن الذي تخفيه يوما سيظهر
ود يستر الإنسان باللفظ فعله ... فيظهر عنه الطرف ما كان يستر
تذكر وفكر في الذي أنت صائر ... إليه غدا إن كنت ممن يفكر
فلا بد يوما إن تصير لحفرة ... بأثنائها تطوى إلى اليوم تنشر