ما له طالب ثار. بريد الموت مطلق الأعنة فيطلبك وما يحميك حصن. ثوب حياتك منسوج من طاقات أنفاسك. والأنفاس تستلب ذرات ذاتك وحركات الزمان قوية في النسيج الضعيف. فيا سرعة التمزيق يا رابطا مناه بخيط الأمل إنه ضعيف الفتل. صياد التلف قد بث الصقور. وأرسل العقبان ونصب الأشراك وقطع المواد فكيف السلامة. تهيأ لسرعة الموت وأشد منها قلب القلب ليت شعري لما يؤول أمر. مركب الحياة تجري في بحري البدن برخاء الأنفاس. ولا بد من عاصف قاصف بفلكه ويغرق الركاب:

فاقضوا مآربكم عجالاً إنما ... أعماركم سفر من الأسفار

(وقال) كأنك بحرب التلف قد قامت على ساق وانهزمت بجنود الأمل. وإذا بملك الموت قد بارز الروح يجذبها بخطاطيف الشدائد من قيان العروق قد شد أكتاف الذبيح وحار البصر لشدة الهول. وملائكة الرحمة عن اليمين قد فتحوا أبوب الجنة وملائكة العذاب عن اليسار قد فتحوا أبواب النار. وجميع المخلوقات تستوكف الخبر ولكون كله قد قام على صيحة: سعد فلان أو شقي فلان. فهناك تنجلي أبصار الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى ويحك تهيأ لتلك الساعة حصل زادا قل الفوت:

تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العيشة من عرار

مثل لعينيك سرعة الموت وما قد عزمت أن تفعل حينئذ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015