اللهم إني أحمدك على ما أزلت إلي من نعمتك. وعلى ما أزلت عني من نقمتك. وعلى أني لم أكن أهلاً للأولى. وكنت بالثانية أولى. لولا فضل منك سابق حمد الحامد وراءه يقطف. وإن أعنق فكأنه مصفود يرسف. وكرم باسق شكر الشاكرين ينوء تحته بجناح مهيض. وإن حلق فكأنه لاصق بالحضيض. ثم إني أحمدك حمداً بعد حمدٍ ما هجس في ضمير نفس. ولا اتصل يماً بظن ولا حدس. من تيسر الفيئة التي بإحسانك المتظاهر جذبت إليها بضبعي. وبسلطانك القاهر قسرت عليها طبعي. وبنظرك الصادق خففت علي مجاشمها المتعبة. وسهلت بحل إساري وعتقي. ورقيتني إلى رتبة القناعة وهي الرتبة العليا. وزهدتني في الحرص على زخرف الدنيا. وطيبت نفسي بغوارز أخلافها عن الغزار. وترضيتها بعد الدرة بالغزار.
(المقالة الأولى) ما يخفض المرء عدمه ويتمه. إذا رفعه دينه