مهيبا فصحيا كافيا حازما خبيرا بالحساب والأعمال. حاذقا بأمور الملك بصيرا بما يأتي ويذر محبا لفعل الخير. وتتبع الهادي الزنادقة لوم تطل مدته. وسبب وفاته أنه لما ولي الخلافة كانت أمه الخيرزان تستبد بالأمور دونه وكلمته يوما في أمر لم يجد إلى إجابتها سبيلا. فقالت: لا بد من الإجابة إليه. فغضب الهادي وقال: والله لأقضيتها لك. قالت: إذا لا أسألك حاجة أبدا. قال: لا أبالي. فقامت مغضبة فقال: مكانك. والله لئن بلغني أنه وقف في بابك أحد من قوادي لأضربن عنقه. ما هذه المواكب التي تغدو وتروح غلى بابك. أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو بيت يصونك. فانصرفت وهي لا تعقل ووضعت جواريها عليه لما مرض فقتلنه بالغم وبالجلوس على وجهه فمات. وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر

هارون الرشيد (786-809)

وولي بعد الهادي بعهد من أبيه أخوه هارون الرشيد الخامس من العباسيين سنة سبعين ومئة ومولده في الري. وأمه الخيزران أم الهادي وفيها قال مروان بن أبي حفصة الشاعر:

يا خيزران هناك ثم هناك ... أمسى يسوس العالمين ابناك

وكان فصيحا بليغا أديبا كثير العبادة كثير الحج. قال فيه شاعر:

فمن يطلب لقاءك أو يرده ... ففي الحرمين أو أقصى الثغور

وكان يصلي في خلافته كل يوم مائة ركعة لا يتركها إلا لعلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015