فضع السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويا

فالتفت أحدهم إلى من بجانبه وقال: قتلنا العبد. ثم أمر بهم السفاح فضربوا بالسيوف حتى قتلوا. وبسط النطوع عليهم وجلس فوقهم فأكل الطعام وهو يسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا. وبالغ بنو العباس في استئصال شأفة بني أمية حتى نبشوا قبورهم بدمشق واستصفوا أموال أصحابهم. ثم لم تطل مدة السفاح حتى مات بالأنبار سنة مئة وست وثلاثين. واستوزر له حفص بن سليمان أبو سلمة الخلال وكان سمحا كريما مطماعا كثير البذل مشغوفاً بالتنوق بالسلاح والدواب فصيحا عالما بالأخبار والأشعار والسير والجدل والتفسير حاضر الحجة ذا يسار ومرؤة ظاهرة. فلما بويع السفاح استوزره وفوض الأمور إليه وسلم إليه الدواوين ولقب وزير آل محمد. ثم تغير عليه وكتب إلى أبي مسلم يعلمه بما عزم عليه أبو سلمة من نقل الدولة عن بني عباس. فلما قرأ أبو مسلم الكتاب فطن لغرض السفاح فأرسل قوما من أهل خرسان قتلوا أبا سلمة (للفخري)

أبو جعفر المنصور (754-755)

بويع السفاح في سنة مئة وست وثلاثين. وكان المنصور من عظماء الملوك وحزمائهم وعقلائهم وذوي الآراء الصائبة منهم والتدبيرات السديدة. وقورا شديد الوقار حسن الخلق في الخلوة من أشد الناس احتمالا لما يكون من عبث أو مزاح. وكان يلبس الخشن وربما رقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015