الله على ذلك شكرا قائما. غيبة المكارم مقرونة بغيبتك. وأوبة النعم موصولة بأوبتك. فوصل الله تعالى قدومك من الكرامة بأضعاف ما قرن به مسيرك من السلامة. هنأ الله إيابك. بلغك محابك. فما زلت بالنية مسافرا. وبأفعال الذكر والفكر لك ملاقيا. إلى أن جمع الله شمل سروري بأوبتك. وسكن نافر قلبي بعودتك. فأسعدك الله بتقدمك سعادة تكون فيها مقابلا وبالأماني ظافرا. ولا أوحش منك أوطان الفضل ورباع المجد بمنه وكرمه
فهمت ما ذكره الشيخ من توبة الدهر إليه من ذنبه. وخطبته لسلمه بعد حربه. فانقشعت ضبابة المحنة.. وهكذا تكون أحوال المقبلين. فإن الأيام إذا غلطت فجنت عليهم. رجعت فاعتذرت إليهم. والزمان إذا حاربهم خطأ سالمهم عمدا. فيستوفون في الحالين أجر المحنة. وزيادة بشكر النعمة. والآن عرف الشيخ بحقيقته. ووزن بزنته. ووقف السلطان والرعية على تفصيله وجملته. هذا وقد صقلت هذه الفترة خلائق الشيخ بالتجارب. ووضعت في يده مرآة النظر في العواقب. وهذبت أفعاله من كل شوب وغسلت عنه وضر كل عيب. على أنه لم يزل مبرأ من كل رذيلة. ومخصوصا بكل فضيلة. ولكن الأيام عملها في التعليم. وخاصتها في باب التنبيه والتقويم. فالحمد لله الذي رد إلى ذلك الأمير جماله