كتاب أبي القاسم الحريري إلى الوزير سعد الملك يستغيثه على العرب الذين غزوا مدينة البصرة
لو اطلع مولانا على ما فاجأ البصرة وأهلها من الفتك والقهر. والنهب والأسر. إلى ما منوا به من الشتات. وافتضاح الحفرات. واحتراق المساكن والخانات. وانتشار الفساد. إلى قرى السواد. لرأى منظرا يحرق الأكباد. ويبكي العين الجماد. وقد أشرفت البصرة على العفاء. واللحاق بالصحراء. وأن يؤرخ أنه رأسها في هذه الدولة الغراء. إذ كان توالى عليها من الأحداث. في هذه السنين الثلاث. ما يدمر أعمر البلدان ولم يعهد مثله في سالف الزمان. فإن أنعم وعجل النظر للرعية. بترتيب النجدة القوية. وإسقاط معاملة الذرب. في الهرب من العرب. ولا خفاء بما في تنفيس الكرب من القرب
دعا العبد للمجلس الفلاني دامت جدوده سعيدة. وسعوده جديدة. وعلياؤه محسودة. وأعداؤه محصودة. دعاء من يتقرب بإصداره. على بعد داره. ويقصر عليه ساعاته. مع قصور مسعاته.