فيا ثاويا قد طيب الله ذكره ... فأضحى وطيب الذكر عمر له ثان
وجدت الذي أسلاك عني وإنني ... وحقك ما حدثت نفسي بسلوان
لقد دفن الأقوام يوم وفاته ... بقية معروف وخير وإحسان
يواجهني في كل يوم خياله ... كما كنت ألقاه قديما ويلقاني
وأقسم لو ناديته وهو ميت ... لجاوبني تحت التراب ولباني
هنيئا له قد طاب حيا وميتا ... فما كان محتاجا لتطييب أكفاني
صديقي الذي إذ مات موت مهجتي ... فما لي لا أبكيه والرزء رزآن
وكان أنيسي مذ حظيت بقربه ... وكنت كأني بين أهلي وأوطاني
وقد كان أسلاني عن الناس كلهم ... ولا أحد عنه من الناس أسلاني
كريم المحيا باسم متهلل ... متى جئته لم تلقه غير جذلان
يمن لمن يرجوه من غير منة ... فإن قلت منان فقل غير منان
فقدت حبيبا وابتليت بغربة ... وحسبك من هذين أمران مران
هو الموت ما فيه وفاء لصاحب ... وهيهات إنسان يموت لإنسان
وما الناس إلا راحل بعد راحل ... إلى العالم الباقي من العالم الفاني
لما استعرت الحرب بعد عز الدولة بن بويه وابن عمه عضد الدولة ظفر عضد الدولة بوزير عز الدولة أبي طاهر محمد بين بقية فسلمه وشهره وعلى رأسه برنس. ثم طرحه للفيلة فقتلته. ثم صلب عند داره بباب الطاق وعمره نيف وخمسين سنة. ولما صلب رثاه أبو الحسن محمد بن عمران يعقوب الأنباري أحد العدول ببغداد بهذه القصيدة الغراء. فلما وقف عليها عضد الدولة قال: وددت لو أني المصلوب وتكون هذه القصية في.