وأسيافه في البحث قاطعة الظبا ... بجوهرها لم يفتقر للصياقل
يقوم بإيضاح المسائل مرشداً ... لمستفهم أو طالب أو مسائل
له قدم في الفقه سابقة الخطا ... يقتصر عنها كل حاف وناعل
تبارك من أعطاه فيه مراتباً ... يقر له بالفضل كل مجادل
فكم كان يبدي فيه كل غريبة ... ويظهر من أبكاره بالعقائل
أحل جمال الدين في الخلد ربه ... ليخطى بعفو منه شاف وشامل
وحياه بالريحان والروح والرضا ... إله البرايا في الضحى والأصائل
لقد كان في الأعمال والعلم مخلصا ... لمن لم يضيع في غد سعي عامل
فلهفي لأمداح عليه تحولت ... مراثي تبكي بالدموع الهوامل
يساعدني فيه الحمام بشجوها ... وأغلبها من لوعتي بالبلابل
صرفت فيه كنز صبري وأدمعي ... وأفنيت من هذا وهذا حواصلي
وما نحن إلا ركب موت إلى البلى ... تسيرنا أيامنا كالرواحل
قطعنا إلى نحو القبور مراحلا ... وما بقيت إلا أقل المراحل
وهذا سبيل العالمين جميعهم فما الناس إلا راحل بعد راحل
عليك سلام الله يا قبر عثمان ... وحياك عني كل روح وريحان
وما زال منهلا على تربك الحيا ... يغاديك منه كل أوطف هتان
لقد خنته في الود غذ عشت بعده ... وما كان في ود الصديق بخوان
وعهدي بصبري في الخطوب يطيعني ... فما لي أراه اليوم أظهر عصياني