فيقلع ما شاء من دوحة ... وما يلق من صخرة يحمل

فمن عامر رده غامرا ... ومن معلم عاد كالمجل

كفانا بليته ربنا ... فقد وجب الشكر للمفضل

لابن حجة الحموي يصف حماة ويتشوق إليها

يا صادقا الأنفاس يا أهل الذكا ... يا طاهر الأذيال كم لك من نبا

يا نسمة الخير الذي من طيبه ... نتنشق الأخبار عن تلك الربى

وإذا تنسمت الذا وتعطرت ... منك الذيول وطبت يا ريح الصبا

عرج على وادي حماة بسحرة ... متيمما منه صعيدا طيبا

وأحمل لنا في طي بردك نشره ... فبغير ذاك الطيب لن نتطيبا

وأسرع إلي وداو في مصر به ... قلبا على نار البعاد مقلبا

لله ذاك السفح والوادي الذي ... مازال روض الأنس فيه مخصبا

وانعم بمصر نسبة لكن أرى ... وادي حماة ولطفه لي أنسبا

ارض رضعت بها ثدي شبيبتي ... ومزجت لذاتي بكاسات الصبا

يا ساكني مغنى حماة وحقكم ... من بعدكم ما ذقت عيشا طيبا

ومهالك الحرمان تمنع عبدكم ... من أن ينال من التلاقي مطلبا

وإذا اشتهيت السير نحو دياركم ... قرأ النوى لي في الأواخر من سبا

وقد التفت إليك يا دهري بطو ... ل تعتبي ويحق لي أن أعتبا

قررت لي طول الشتات وظيفة ... وجعلت دمعي في الدود مرتبا

وأسرتني لكن بحق محمد ... يا دهر كن مخلصي متسببا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015