ودعاؤه في ليله ونهاره ... يا رب من سطوت موسى نجني
ما كان أشوقني للثم بنانه ... ولقد ظفرت بلثمها فليهنني
ودخلت من أبوابه في جنة ... يا ليت قومي يعلمون بأنني
يا مكثري الدعوى اخفضوا أصواتكم ... ما كل رافع صوته بمؤذن
أنا من يحدث عنه في أقطارها ... من كان في شك به فليوقن
هذا مقامٌ لا الفرزدق ماهر ... فيه ولا نظراؤه لكنني
ملك الملوك إليكها من ناظمٍ ... مترسل متنوع متفنن
إن شئت نظما فالذي أمليته ... أو شئت نثراً فاقترح واستحسن
لا تخدعن بظاهر عن باطن ... قد يظهر الإنسان ما لم يبطن
والسبعة الأفلاك ما حركاتها ... إلا مخافة أن تقول لها اسكني
عاشت عداك ولا أشح عليهم ... عمي النواظر عنك خرس الألسن
حدث العلامة لسان الدين بن الخطيب قال للسلطان الظافر وأنا بمدينة سلا لما انفصل طالبا حقه بالأندلس قصيدة كان صنع الله مطابقا لاستهلالها. ووجهت بها إلى رندة قبل الفتح. ثم لما قدمت أنشدتها بين يديه بعد الفتح وفاء بنذري. وسميتها الفتح الغريب في الفتح القريب
الحق يعلو والأباطل تسفل ... والحق عن أحكامه لا يسأل
فإذا استحالت حالة وتبدلت ... فالله عز وجل لا يتبدل
واليسر بعد العسر موعود به ... والصبر بالفرج القريب موكل
والمستعد بما يؤمل ظافر ... وكفاك شاهد قيدوا وتوكلوا
أمحمد والحمد منك سجية ... بحليها بين الورى يتجمل