بين الملوك الغابرين وبنيه ... في الفضل ما بين الثريا والثرى

نسخت خلائقه الحميدة ما أتى ... في الكتب كسرى الملوك وقيصرا

ملك إذا خفت حلوم ذوي النهي ... في الروع زاد رصانة وتوقرا

ثبت الجنان تراع من وثباته ... وثباته يوم الوغى أسد الشرى

يقظ يكاد يقول عما في غد ... ببديهة أغنته أن يتفكرا

حلم تخف له الحلوم وراءه ... رأي وعزم يخفر الإسكندرا

يعفو عن الذنب العظيم تكرما ... ويصد عن قول الخنا متكبرا

لا تسمعن حديث ملك غيره ... يروى فكل الصيد في جوف الفرا

قال الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح يمدح المستنصر بالله

لادرَّ دري إن ونت بي همةٌ ... عن قصد دار ظلها لا يبرح

بغداد أيتها المذاكي إنها ... أنجى وأنجع للشؤون وأنجح

خببا وتقريبا وإنضاء فبي ... شوق إلى ذاك الجناب مبرح

هذا هو الملك الذي لا يبتغى ... لسواك والشرف الذي لا يرجح

مستنصرا بالله يمسي دائبا ... فيما يعز به لديه ويصبح

تعرو المنابر حين يذكر هيبة ... حتى الجماد لذكره يترنح

تغشى النواظر إن بدت أنواره ... فالطرف يطرف والجوانح تجنح

يعفو ويصفح قادرا عمن تركتهم ... فرقا وأعينهم لعودي تطمح

ما نلت من شرف ومجد باذخ ... وغدا بنا فوق الكواكب مطرح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015