أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... لما رأيت الغصن يعشق مثمرا
وصبغت درعك من دماء ملوكهم ... لما علمت الحسن يلبس أحمرا
نمقتها وشيا بذكرك مذهبا ... وفتقتها مسكا بحمدك أذفرا
من ذا ينافحني وذكرك صندل ... أوردته من نار فكري مجمرا
فلئن وجدت نسيم حمدي عاطرا ... فلقد وجدت نسيم برك أعطرا
وإليكها كالروض زارته الصبا ... وحنا عليه النور حتى نورا
لما عقد المتوكل لولاة العهود من ولده ركب بسر من رأى ركبة لم ير أحسن منها وركب ولاة العهود بين يديه والأتراك بين أيديهم الطبر زينات المحلاة بالذهب. ثم نزل في الماء فجلس فيه والجيش معه في الجوانحيات وسائر السفن. وجاء حتى نزل في القصر الذي يقال له العروس وأذن للناس فدخلوا إليه. فلما تكاملوا بين مثل إبراهيم بن العباس بين الصفين فاستأذن في الإنشاد فأذن له فأنشد
ولما بدا جعفر في الخميس م بين المطل وبين العروس
بدا لابسا بهما حلة ... أزيلت بها طالعات النحوس
ولما بدا بين أحبابه ... ولاة العهود وعز النفوس
غدا قمرا بين أقماره ... وشمسا مكللة بالشموس
لإيقاد نار وإطفائها ... ويوم أنيق ويوم عبوس
ثم أقبل على ولاة العهود فقال:
أضحت عرى الإسلام وهي منوطة ... بالنصر والإعزاز والتأييد
بخليفة من هاشم وثلاثة ... كنفوا الخلافة من ولاة عهود
قمر توافت حوله أقماره ... فحففن مطلع سعده بسعود
رفعتهم الأيام وارتفعوا بها ... فسعوا بأكرم أنفس وجدود