فإذا مرضت فداوني بلحومها ... إني وجدت لحومهن دوائي
ودع الطبيب ولا تثق بدوائه ... ما خالفتك رواضع الأجداء
إن الطبيب إذا حباك بشربة ... تركتك بين مخافة ورجاء
وإذا تنطع في دواء صديقه ... لم يعد ما في جونة الرقاء
نعت الطبيب هليلجاً وبليلجاً ... ونعت غيرهما من الأدواء
رطب المشان مجزعا يؤتي به ... والرازفي فما هما بسواء
وضآنيا زرقا كأن بطونها ... قطع الثلوج نقية الأمعاء
كان محمد بن بشير من شعراء أهل البصرة وأدبائهم وهو من خثعمٍ وكان من بخلاء الناس. وكان له في داره بستان قدره أربع طوابيق قلعها من داره فغرس فيه أصل رمان وفسيلة لطيفة وزرع حواليه بقلا. فأفلتت شاة لمنيع جار له. فأكلت البقل ومضغت الخوص ودخلت إلى بيته فلم تجد فيه إلا القراطيس فيها شعره وأشياء من سماعاته فأكلتها. وخرجت فعدا إلى الجيران في المسجد يشكو ما جرى عليه وعاد فزرع البستان. وقال يصفه ويهجو شاة منيع:
لي بستان أنيق زاهر ... ناضر الخضرة ريان ترف
راسخ الأعراق ريان الثرى ... غدقٌ تربته ليست تجف
مشرق الأنوار مياد الندى ... منثن في كل ريح منعطف
تملك الريح عليه أمره ... فإذا لم يؤنس الريح وقف