ناحت مطوقة بباب الطاق ... فجرى سوابق مدمعي المهراق
حنت إلى أرض الحجاز بحرقة ... تشجي فؤاد الهائم المشتاق
إن الحمائم لم تزل بحنينها ... قدما تبكي أعين العشاق
كانت تفرح في الأراك وربما ... كانت تفرح في فروع الساق
تعس الفراق وجذ حبل وتينه ... وسقاه من سم الأساود ساقي
يا ويحة ما باله قمرية ... لم تدر ما بغداد في الآفاق
فأتى الفراق بها العراق فأصبحت ... بعد الأراك تنوح في الأسواق
فشريتها لماس معت حنينها ... وعلى الحمامة عدت بالإطلاق
بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي ... من فك أسرك أن يحل وثاقي
(نثار الارهاز لابن منظور)
حكي أن سليمان بن عبد الملك أمر الفرزدق بضرب أعناق أسارى من الروم فاستعفاه الفرزدق فلم يفعل. فقام فضرب عنق رومي منهم فنبا السيف عنه. فضحك سليمان ومن حوله فقال الفرزدق:
أيعجب الناس إن أضحكت سيدهم ... خليفة الله يستسقى به المطر
لم ينب سيفي من رعب ولا دهش ... عن الأسير ولكن أخر القدر
ولن يقدم نفسا قبل ميتتها ... جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر
ثم أغمد سيفه وهو يقول: