ليلة بالشآم ثمت بالأه ... واز رحلي وليلة بالعراق

فما زالت النوى تطرح بي كل مطرح حتى وطئت بلد الحجر وأحلتني بلد همذان. فقبلني أحياؤها. واشرأب إلي أحباؤها. ولكن ملت لأعظمهم جفنة. وأزهدهم جفوة:

له نار تشب على يفاع ... إذا النيران ألبست القناعا

فوطأ لي مضجعا. ومهد لي مهجعا. فإن ونى لي ونية هب لي ابن كأنه سيف يمان. أو هلال بدا في غير قتمان. وأولاني نعما ضاق عنها قدري. واتسع بها صدري. أولها فرش الدار. وآخرها ألف دينار. فما طيرتني إلا النعم. حيث توالت. والديم لما انثالت. فطلعت من همذان طلوع الشارد. ونفرت نفار الآبد. أفري المسالك. وأقتفر المهالك. وأعاني الممالك. على أني خلقت أم مثواي وزغلولا لي:

كأنه دملج من فضة نبه ... في ملعب من عذارى الحي مفصوم

وقد هبت بي إليكم ريح الاحتياج. ونسيم الإلفاج. فانظروا رحمكم الله لنقض من الأنقاض. هدته الحاجة وكدته الفاقة:

أخا سفر جواب أرض تقاذفت ... به فلوات فهو أشعث أغبر

جعل الله للخير عليكم دليلا. ولا جعل للشر إليكم سبيلا. قال عيسى بن هشام: فرقت والله له القلوب. واغرورقت للطف كلامه العيون. ونلناه ما تاح في ذلك الوقت. وأعرض عنا حامدا لنا. فتبعته فإذا هو شيخنا أبو الفتح الإسكندري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015