لمن دان لها وآثرها وأخلد إليها. حتى ظعنوا عنها لفراق الأبدي. إلى آخر الأمد. هل زودتهم إلا الشقاء وأحلتهم إلا الضنك. أو نورت لهم غلا الظلمة. وعاقبتهم إلا الندامة أفهذه تؤثرون. أو على هذه تحرصون أو إليها تطمئنون. فبئست الدار لمن لم يتهمها ولم يكن فيها غلى وجل منها. اعلموا وأنتم تعلمون أنكم تاركوها الأبد فإنما هي لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد. فاتعظوا فيها بالذين يبنون بكل ريع آية تبعثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. وبالذين قالوا من أشد منا قوة. واتعظوا بمن رأيتم من إخوانكم كيف حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا. وأنزلوا فلا يدعون ضيفانا. وجعل لهم من الضريح أكنان. ومن التراب أكفان. ومن الرفات جيران. فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما. إن أخصبوا لم يفرحوا. وإن قحطوا. لم يقنطوا. جمع وهم آحاد. جيرة وهم أبعاد. متناؤون وهم يزارون ولا يستزيرون. حلماء قد ذهبت أضغانهم. وجهلاء قد ماتت أحقادهم. لا يخشى فجعهم. ولا يرجى دمعهم. وهم كمن لم يكن. إستبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالسعة ضيفا وبالآل غربة وبالنور ظلمة. فجاؤوها حفاة عراة فردى غير أن ظعنوا بأعمالهم إلى الحياة الدائمة إلى خلود الأبد. فاحذروا ما حذركم الله وانتفعوا بمواعظه واعتصموا بحبله عصمنا الله وإياكم بطاعته ورزقنا وإياكم أداء حقه (لابن عبد ربه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015