بالإعراض عن مولاك أفق فإنك في الحسب غالط وفي دعواك ظالم. إن أحرمك مرة فكم من مرة أعطاك. وإن أسقمك يوما فكم من أيام عافاك. فو الله لولا رحمته ما دفع عنك المآلم. ولا أوصل إليك المكارم. كم عاملك وعالم فكيف إذا عبدته بالأركان. ومجدته باللسان. ووحدته بالجنان. وكنت في محبته كالهائم. فو الله ما عز شيء إلا وهان. ولاتم أمر إلا وأخذ في النقصان. وما أطاعه عبد مع الإخلاص إلا وغمره ببحر جوده المتلاطم
تارك الصلاة إذا وضع في قبره وأهيل عليه التراب بالمسحاة يخاطبه القبر بلسان فصيح وألفاظ معربات. لا أهلا بك ولا سهلا يا من ضيع في الدنيا حقوق رب المخلوقات. يا طول ما مشيت على ظهري وتركت الصلوات. وسهوت عنها بالشهوات واللذات. اليوم تنظر مني عذابا لا تطيقه الجبال الراسيات. فيضمه القبر ضمة واحدة. فتصير أضلاعه مختلفات. فاتقوا الله حق تقواه في جميع الأوقات
أيها الناس قرب الرحيل وأنتم عن الطاعة غافلون. وأنقصت الآجال وأنتم على المعاصي عاكفون. وترادفت الأهوال وأنتم في طغيانكم تعمهون. فهل أنتم على ثقة من الحياة والقرار. أم بينكم وبين