طبيعة. ويرى الذل شريعة. ومن الناس من يختار العفاف. ويعاف الإسفاف. يدع الطعام طاويا ويذر الشراب صاديا. ويرى المال رائحا وغاديا. يترك الدنيا لطلابها. ويطرح الجيفة لكلابها. لا يسترزق لئام الناس. ويقنع بالخبز الناس. يكره المن والأذى. ويعاف الماء على القذى. إن أثرى جعل موجوده معدوما. وإن أقوى حسب قفاره مأدوما. جوف خال. وثوب بال. ومجد عال. وثوب أسمال. وراءه عز وجمال. وعقب مرزوق. وذيل مفتوق. يجره فتى مغبوق

لله تحت قباب العز طائفة ... أخفاهم في رداء الفقر إجلالا

هم السلاطين في أثواب مسكنة ... استعبدوا من ملوك الأرض أقيالا

غبر ملابسهم شم معاطسهم ... جروا على قلل الخضراء أذيالا

هذي السعادة لا ثوبان من عدن ... خيطا قميصا فصارا بعد أسمالا

تلك المناقب لا قعبان من لبن ... شيبا بما فعادا بعد أبوالا

هم الذين جلبوا أبراء من التكلف ... يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف

المقالة الحادية والعشرون

يا من يسعى لقاعد ويسهر لراقد. ويا من يحرس لراصد ويزرع لحاصد. ويبخل لباذل. ويجمع لآكل. تبني الإيوان وعن قليل ينهدم ركناك. وتبسط الرواق وفي الجدث سكناك. قلب كقلوب الكفار وحرص كحرص الفار. ينقب بالأظفار ولا يبقى على المأدوم والقفار. قل لي إذا وقعت الواقعة. وقرعت القارعة. وأزف لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015