وأحيا نواحي الأرض من بعد موتها ... بمنسجم غيث من السحب يهمل
يحيط بما تخفي الضمائر علمه ... ويدري دبيب النمل والليل أليل
فيا غافر الزلات وهي عظيمة ... ويا نافذ التدبير ما شاء يفعل
أجب دعوتي يا سيدي واقض حاجتي ... سريعا فشأن العبد يدعو ويعجل
ولا يرتجي من عند غيرك رحمة ... ولا يبتغي فضلا لمن يتفضل
فحقق رجائي فيك يا غاية المنى ... فأنت لمن يرجوك حصن مؤمل
وإن فتحت جنات عدن لداخل ... فقل يا عبدي هذه الجنة ادخلوا
فجودك يا ذا الكبرياء مؤمل ... وحبلك للراجين بالخير يوصل
وله أيضا في الرجاء من قصيدة
عسى فرج يأتي به الله عاجلا ... يسر به الملهوف إن عمه اللهف
فمن محن الأيام قلبي معذب ... ألم بروحي قبل حتف الفنا حتف
فكم هم صرف الدهر يصرف نابه ... علي فجاء الغوث وانصرف الصرف
ولم أعتصم بالله إلا ومد لي ... من البر ظلا في رضاه له وكف
وإني لمستغنٍ بفقري وفاقتي ... إليه ومستقوٍ وإن كان بي ضعف
فكم راح روح الله في خلقه وكم ... غدا قبل أن يرتد للناظر الطرف
بقدرة من شد الهوا وبنى السما ... طرائق فوق الأرض فهي لها سقف
وألقى الجبال الشم فيها رواسيا ... فليس لها من قبل موعدها نسف
وألبسها من سندس النبت بهجة ... من النبت ما صنف يشابهه صنف
وسخر من نشر السحاب لواقحا ... إذا انتشرت درت سحائبها الوطف