من الخوف لا ذو سامة بعبادة ... ولا هو من طول التعبد يجهد

ودون كثيف الماء في غامض الهوا ... ملائكة بالأمر فيها تردد

وبين طباق الأرض تحت بطونها ... ملائكة بالأمر فيها تردد

فسبحان من لا يعرف الخلق قدره ... ومن هو فوق العرش فرد موحد

ومن لم تنازعه الخلائق ملكه ... وإن لم تفرده العباد فمفرد

مليك السماوات الشداد وأرضها ... وليس لشيء عن قضاه تأود

هو الله باري الخلق والخلق كلهم ... إماء له طوعا جميعا وأعبد

وأنى يكون الخلق كالخالق الذي ... يدوم ويبقى والخليقة تنفد

وليس لمخلوق من الدهر جدة ... ومن ذا على مر الحوادث يخلد

ونفنى ولا يبقى سوى الواحد الذي ... يميت ويحيي دائبا ليس يهمد

تسبحه الطير الجوانح في الخفى ... وإذ هي في جو السماء تصعد

ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا ... وسبحه الأشجار والوحش أبد

وسبحه النينان والبحر زاخرا ... وما ضم من شيء وما هو مقلد

ألا أيها القلب المقيم على الهوى ... إلى أي حين منك هذا التصدد

عن الحق كالأعمى المميط عن الهدي ... وليس يرد الحق إلا منفد

وحالات دنيا لا تدوم لأهلها ... وبينا الفتى فيها مهيب مسود

إذ انقلبت عنه وزال نعيمها ... وأصبح من ترب القبور يوسد

وفارق روحا كان بين جنانه ... وجاور موتى مالهم متردد

فأي فتى قبلي رأيت مخلدا ... له في قديم الدهر ما يتودد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015