وكل وجود عن وجودك كائن ... فواجد أصناف الورى لك واحد
سرت منك فيها واحدة لو منعتها ... لأصبحت الأشياء وهي بوائد
وكم لك في خلق الورى من دلائل ... يراها الفتى في نفسه ويشاهد
كفى مكذبا للجاحدين نفوسهم ... تخاصمهم إن أنكروا وتعاند
لأمية بن أبي الصلت النصراني في الكمالات الالهية
لك الحمد والنعماء والملك ربنا ... فلا شيء أعلى منك مجدا وأمجد
مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجود وتسجد
عليه حجاب النور والنور حوله ... وأنهار نور حوله تتوقد
فلا بصر يسمو إليه بطرفه ... ودون حجاب النور خلق مؤيد
ملائكة أقدامهم تحت عرشه ... بكفيه لولا الله كلوا وأبلدوا
قيام على الأقدام عانين تحته ... فرائصهم من شدة الخوف ترعد
وسبط صفوف ينظرون قضاءه ... يصيخون بالأسماع للوحي ركد
أمين لوحي القدس جبريل فيهم ... وميكال ذو الروح القوي المسدد
وحراس أبواب السماوات دونهم ... قيام عليها بالمقاليد رصد
فنعم العباد المصطفون لأمره ... ومن دونهم جند كثيف مجند
ملائكة لا يفترون عبادة ... كروبية منهم ركوع وسجد
فساجدهم لا يرفع الدهر رأسه ... يعظم ربا فوقه ويمجد
وراكعهم يحنو له الدهر خاشعا ... يردد آلاء الإله ويحمد
ومنهم ملف في الجناحين رأسه ... يكاد لذكرى ربه يتقصد