الحمد لله العظيم شأنه القوي سلطانه. ألظاهر إحسانه. ألباهر حجته وبرهانه. ألمحتجب بالجلال. والمنفرد بالكمال. والمتردي بالعظمة في الآباد والآزال. لا يصوره وهم وخيال. ولا يحصره حد ومثال. ذي العز الدائم السرمدي. والملك القائم الديمومي. والقدرة الممتنع إدراك كنهها. والسطوة المستوعر طريق استيفاء وصفها. نطقت الكائنات بأنه الصانع المبدع. ولاح من صفحات ذرات الوجود بأنه الخالق المخترع. وسم عقل الإنسان بالعجز والنقصان. وألزم فصيحات الألسن وصف الحصر في حلبة البين. وأحرقت سبحات وجهه الكريم أجنحة طائر الفهم. وسدت تعززا وإجلالا. ولم يجد من فرط الهيبة في فضل الجبروت مجالا. فعاد البصر كليلا. والعقل عليلا. ولم ينتهج إلى كنه الكبرياء سبيلا. فسبحان من عز معرفته لولا تعريفه. وتعذر على العقول تحديد هو تكييفه. ثم ألبس قلوب الصفوة من عباده ملابس العرفان. وخصهم من بين عباده بخصائص الإحسان. فصارت ضمائرهم من