الطب. وكان قد خدم من الخلفاء والرؤساء من خدمه أبوه. ثم انقطع إلى القاسم بن عبيد الله وزير الإمام المعتضد بالله. واختص به حتى إن الوزير المذكور كان يطلعه على أسراره ويفضي إليه بما يكتمه عن غيره له. ولأبيه المصنفات المفيدة في الطب. ولحقه الفالج في آخر عمره. وكانت وفاته سنة ثمان وتسعين ومائتين (لابن خلكان) .
ومن أطباء الرشيد يوحنا بن ماسويه النصراني السرياني ولاه الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة. وخدم الرشيد ومن بعده إلى أيام المتوكل. وكان معظماً ببغداد جليل القدر وله تصانيف جميلة. وكان يعقد مجلساً للنظر ويجري فيه من كل نوع من العلوم القديمة بأحسن عبارة وكان يدرس ويجتمع إليه تلاميذ كثيرون. وكان في يوحنا دعابة شديدة يحضره من حضر لأجلها في الأكثر. وكان من ضيق الصدر وشدة الحدة على أكثر مما كان عليه جبريل بن بختيشوع. وكانت الحدة تخرج من يوحنا ألفاظاً وهي مضحكة. ففما حفظ من نوادره أن رجلاً شكا إليه علة وكان أشار عليه بالفصد. فقال له: لم أعتد الفصد. قال له يوحنا: ولا أحسبك اعتدت العلة من بطن أمك (لأبي الفرج) .
وهو أبو الحسن هبة الله بن التلميذ النصراني الطبيب الملقب بأمين الدولة. شيخ النصارى والأطباء وسلطان الحكماء مقصد العالم في علم الطب بقراط عصره