يلغ في دمه. فذمرت لأصحابي فاختلج رجلاً أعجر ذا حوايا فنفضه نفضة تزايلت مفاصله. ثم نهم ففرفر ثم زفر فبربر. ثم زأر فجرجر. ثم لحظ فوالله لخلت البرق يتطاير من تحت جفونه من شماله ويمينه. فأرعشت الأيدي واصطكت الأرجل وأطت الأضلاع. وارتجت الأسماع. وشخصت العيون. وتحققت الظنون وانخزلت المتون. فقال له عثمان: اسكت فقد أرعبت قلوب المسلمين. ويقال إن أبا زبيد عمر مائة سنة بنيف ودفن في الرقة في بيعة النصارى (الأغاني) .

(القطامي 710)

هو لقب غلب عليه واسمه عمير بن شييم وكان نصرانياً. قال أبو عمرو بن العلاء: أول ما حرك من القطامي ورفع من ذكره أنه قدم في خلافة الوليد بن عبد الملك دمشق ليمدحه فقيل له: إنه بخيل لا يعطي الشعراء والشعر لا ينفق عنده. وهذا عبد الواحد بن سليمان فامدحه. فمدحه فقال له: كم أملت من أمير المؤمنين. فقال: أملت أن يعطيني ثلاثين ناقة. فقال: قد أمرت لك بخمسين ناقة موقرة براً وتمراً وثياباً ثم أمر بدفع ذلك إليه. ولما سار عمير بن الحباب لمحاربة بني عتاب وفيهم أخلاط تغلب استحر بهم القتل وأصيب أكثرهم وأسر منهم كثير منهم القطامي. وأخذت إبله فأتى الأمير زفر فخلى سبيله ورد عليه مائة ناقة فقال القطامي يمدحه:

يا زفر بن الحارث ابن الأكرم ... قد كنت في الحي قديم المقدم

إذا حجم القوم ولما تحجم ... إنك وابنيك حفظتم محرمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015