وشارة حسنة ترمي بنا المهاري بأكسائها ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام. فاخروط بنا السير في حمارة القيظ حتى إذا عصبت الأفواه وذبلت الشفاه وسالت المياه. واذكت الجوزاء المعزاء وصر الجندب قال قائل: أيها الركب غوروا بنا في ضوج هذا الوادي. وإذا واد قد بدا لنا كثير الدغل دائم الغلل. اشجاره مغنة وأطياره مرنة. فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات. فأصبنا من فضلات الزاد وأتبعناها الماء البارد. فإنا لنصف حر يومنا ومماطلته إذ صر أقصى الخيل أدذنيه. وفحص الأرض بيديه. فوالله ما لبث أن جال. ثم حمحم الخيل وتعكعكت الإبل وتقهقرت البغال. فمن نافر بشكاله وناهض بعقاله. فعلمنا أن قد أوتينا وأنه السبع ففزع كل واحد منا إلى سيفه فاستله من جرابه. ثم وقفنا رزدقاً أرسالاً وأقبل أبو الحارث من أجمته يتظالع في مشيته. من نعته كأنه مجنوب أو في هجار بصدره نحيط. ولبلاعمه غطيط. ولطرفه وميض. ولأرساغه نقيض. كأنما يخبط هشيماً. أو يطأ صريماً. وإذا هامه كالمجن وخد كالمسن وعينان سجراوان كأنهما سراجان يتقدان. وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن. فضرب بيده فأرهج. وكشر فأفرج عن أنياب كالمعاول مصقولة غير مفلولة. ثم أقعى فاقشعر ثم مثل فاكفهر. ثم تجهم فازبأر. فلا وذو بيته في السماء ما اتقيناه إلا بأخ لنا من فزارة كان ضخم الجزارة. فوقصه ثم نفضه نفضة فقضقض متنيه فجعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015