حينئذ بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب. وقال له: إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة. واكتب إلي بخبرك من منزل منزل. فلما وصلت إليه لبسها فأسرع فيه السم وسقط جلده فسمي ذا القروح (الأغاني) .

(عدي بن زيد 582) .

هو من أولاد نزار وكان شاعراً فصيحاً من شعراء الجاهلية وكان نصرانياً. وكان أبوه لما أيفع طرحه في الكتاب حتى إذا حذق أرسله المزربان مع ابنه شاهان مرد إلى كتاب الفارسية. فكان يختلف مع ابنه ويتعلم الكتابة والكلام بالفارسية. حتى خرج من أفهم الناس بهما وأفصحهم بالعربية. وقال الشعر وتعلم الرمي بالنشاب فخرج من الأساورة الرماة. وتعلم لعب العجم على الخيل بالصوالجة وغيرها. ثم أثبته كسرى مع ولد المرزبان فكان عدي أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. يؤذن له عليه في الخاصة وهو معجب به قريب منه فارتفع ذكر عدي. ولما تولى النعمان بن المنذر على الحيرة استدعى عدي بن زيد من المدائن مع أخوين له اسمهما أبي عامر فأكرمهم وأجزل صلاتهم وزوج عدياً ابنته هنداً وولاه مملكته وكل شيء سوى اسم الملك. ثم حسده وحبسه في محبس لا يدخل عليه فيه أحد. فجعل عدي يقول الشعر وهو في الحبس فمن قوله:

ألا من مبلغ النعمان عني ... وقد تهوى النصيحة بالمغيب

أحظي كان سلسلة وقيداً ... وغلاً والبيان لدى الطبيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015