فيه حصير وبساط ووسد نظيفة من جلود. ثم إن الأسود أغلق علي الباب ومضى. فتوهمت أنه سمع بجعالة المأمون للذي يأتيه بي وطمع بالربح وخرج يدل علي فبقيت أتقلى على جمر الغضا. فبينما كنت أفكر في ذلك إذ أقبل ومعه حمال حامل كل ما تحتاج إليه من خبز ولحم وقدراً جديدة وجرة نظيفة وكيزاناً جدداً فحطها عن الحمال وقال له: امض بخير. فخرج وأقفل وراءه باب الدار وجاء إلي وقال لي: جعلت فداك يا مولاي إني رجل حجام وأعلم أنك تتقدر مني لما أتولاه من معيشتي. فشأنك أنت بما لم تقع عليه يدي. قال إبراهيم: وكنت شديد الجوع ولي حاجة عظيمة إلى الطعام فطبخت لنفسي قدراً لم أدر في عمري أني أكلت ألذ منها. فلما قضيت أربي من الطعام قال لي الأسود: هل لك يا مولاي في شراب فإنه ينفي الهم ويدفع الغم. فقلت له: ما أكره ذلك رغبة في مؤانستك. فمضى وجاءني بقدح وبدست ملآن شراباً مطيباً وقال لي: روق لنفسك مخافة أن تتقزز مني. فنظرت في الدست فرأيت شراباً في غاية الجودة فروقت منه. ثم أتاني بفاكهة وأبقال مختلفة. وبعده قال لي: يا مولاي أتأذن لي أن أقعد في ناحية أمامك وآتي بشراب لي فأشربه سروراً بك. فقلت له: افعل فشرب وشربت. ثم دخل إلى خزانة له فأخرج منها عوداً وقال لي: ليس من قدري أن أسألك في الغناء ولكن إن أردت أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015