قال القاضي محي الدين بن عبد الظاهر ملغزاً في باب أيضاً:
أي شيء تراه في الدور والكت ... ب مجازاً هذا وذاك محقق
هو زوج وتارة هو فرد ... وهو في أكثر الأحايين يطرق
وطليق في نشأتيه ولكن ... بحديد من بعد ذلك يوثق
وهو في القلب يستوي وتراه ... بان تصحيفه لمن يترمق
فأجبني عنه بقيت مطاعاً ... لست في حلبة الفضائل تسبق
قال صاحب دواوين الإنشاء بدمشق المحروسة ملغزاً في فاختة:
وما طار يهوى الرياض تنزهاً ... ويسرح في أفنانها ويغرد
وفيه أخ إن تهت عنه فأخته ... تدل على ما قد عنيت وترشد
هذا اللغز ورد إلى الديار المصرية وحله زين الدين بن العجمي بقوله:
أيا من له مجد أثيل وسؤدد ... غدا دون مرقاه سماك وفرقد
تفيد يسار المقترين يمنه ... ويسراه من يمنى الغمامة أجود
سؤالك عن أنثى طروب ولم تزل ... على هودها في الروض تشدو وتنشد
وتجذبني بالطوق عند نشيدها ... لنحو التصابي لا أطيق أفند
ومذبان منها الطرف أمست بعكسها ... تخاف الردى ممن لها يترصد
وإن سلبت ثاني الأخير فإنه ... على العكس خاف بل يلوح ويشهد
فأولها مع ما يليه وطرفها ... لنا فاه بالمعنى الذي فيه يقصد
بقيت بقاء الدهر عزك باذخ ... وفي مفرق الجرزا لواؤك يعقد
فخذ مبيناً مغضياً عن إساءتي ... فإنك للإحسان أهل ومقصد