بطبع بارد جداً ... ولكن كله نار
وأنفذا اللغزين إليه. فكتب على الأول: هو طيف الخيال. وكتب على الثاني: هو الزئبق. فجاءا إليه وقالا: هب اللغز الأول هو طيف الخيال. والبيت الثاني يساعدك عليه فكيف تعمل في البيت الأول. فقال: لأن المنام يفسر بالعكس. لأن من بكى يفسر له بالضحك. ومن مات يفسر له بطول الحياة. وقوله في الثاني هو طيار أن أرباب صنعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار والفرار والآبق وما أشبه ذلك لأنه يناسب صفته وأما برده فظاهر. ولإفراط برده ثقل جسمه وجرمه. وكله نار لسرعة حركته وتشكله في افتراقه والتئامه. فأعجبا من ذكائه وتوقد عقله (لابن حجة الحموي) .
قال الصفدي في المدام:
وما شيء حشاه فيه داء ... وأوله وآخره سواء
إذا ما زال آخره فجمع ... يكون الحد فيه والمضاء
وإن أهملت أوله ففعل ... له بالرفع والنصب اعتناء
لابن المعتز في شمعة:
صفراء من غير علل ... مركوزة مثل الأسل
كأنها عمر الفتى ... والنار فيها كالأجل
للحلي في دود القز:
وما حوت عكسه مثل طرده ... له جسد سبط وليس له قلب