إني إذا كان قومي في الورى علماً ... فإنني علم في ذلك العلم
هو الشعر أجرى في ميادين سبقه ... وأفرج من أبوابه كل مبهم
وسل أهله عني هل امتزت منهم ... بطبعي وهل غادرت من متردم
سلكت أساليب البديع فأصبحت ... بأقوالي الركبان في البيد ترتمي
وربتما غنى به كل ساجع ... يردده في شجوه والترنم
وضيعني قومي لأني لسانهم ... إذا أفحم الأقوام عند التكلم
وطالبني دهري لأني زنته ... وإني فيه غرة فوق أدهم
إن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنناً للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع
لو كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم ... عند الرقاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوماً فاز سبقهم ... أو وارثوا أهل المجد بالندى منعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم ... وإن أصيبوا فلا صور ولا هلع
ولا يضنون عن جار بفضلهم ... ولا يمسهم في مطمع طمع
كأنهم أفضل الأحياء كلهم ... إن جد بالناس جد القول أو سمع