وإني لأستغني فما أبطر الغنى ... وأعرض ميسوري على مبتغي قرضي

وأعسر أحياناً فتشتد عسرتي ... وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي

وما نالها حتى تجلت وأسفرت ... أخو ثقة مني بقرض ولا فرض

وأبذل معروفي وتصفو خليقتي ... إذا كدرت أخلاق كل فتى محض

وأستنقذ المولى من الأمر بعدما ... يزل كما زل البعير عن الدحض

وأمنحه مالي وودي ونصرتي ... وإن كان محني الضلوع على بغضي

ويغمره حلمي ولو شئت ناله ... قوارع تبري العظم عن كلم مض

وأقضي على نفسي إذا الأمر نابني ... وفي الناس من يقضى عليه ولا يقضي

ولست بذي وجهين فيمن عرفته ... ولا البخل فاعلم من سمائي ولا أرضي

وإني لسهل ما تغير شيمتي ... صروف ليالي الدهر بالقتل والنقض

ولعنترة في يوم المصانع:

إذا كشف الزمان لك القناعا ... ومد إليك صرف الدهر باعا

فلا تخش المنية والتقيها ... ودافع ما استطعت لها دفاعا

ولا تختر فراشاً من حرير ... ولا تبك المنازل والبقاعا

وحولك نسوة يندبن حزناً ... ويهتكن البراقع واللفاعا

يقول لك الطبيب دواك عندي ... إذا ما جس كفك والذارعا

ولو عرف الدبيب دواء داء ... يرد الموت ما قاسى النزاعا

وفي يوم المصانع قد تركنا ... لنا بفعالنا خبراً مشاعا

أقمنا بالذوابل سوق حرب ... ويرنا النفوس لها متاعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015