لو كانت الريح حقاً تحمل الخبرا ... حملت ريح الصبا أنفاسنا سحرا
إلى الشجاع الذي ما سل صارمه ... إلا ودم العدى فوق الصعيد جرى
ليث يلاقي رجال ارحب مقتدراً ... وطعنه في حشاها وافق القدرا
يا حامياً عبس قد بتنا على وجل ... من فارس لا يخاف البؤس والضررا
لقد رجوناك عند الخطب تدركنا ... ومن دماهم تروي الصارم الذكرا
قال علي بن جبلة يمدح أبا دلف وكان قتل قرقور في الحرب:
امتدح من وائل رجلاً ... عصر الآفاق في عصره
المنايا في مناقبه ... والعطايا في ذرا حجره
ملك تندى أنامله ... كانبلاج النوء عن مطره
مستهل عن مواهبه ... كابتسام الروض عن زهره
إنما الدنيا أبو دلف ... بين باديه ومختصره
فإذا ولى أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره
يا دواء الأرض إن فسدت ... ومديل اليسر من عسره
كل من في الأرض من عرب ... بين باديه إلى حضره
مستعير منك مكرمة ... يكتسيها يوم مفتخره
وزحوف في صواهله ... كصياح الحشر في أثره
قدته والموت مكتمن ... في مذاكيه ومستجره
زرته والخيل عابسة ... تحمل البؤس على عقره
خارجات تحت راياتها ... كخروج الطير من وكره