ليث بخفان قد حمى أجماً ... فصار منها في منزل أشب

شبلاه قد أزيا به فهما ... شبهاه في جده وفي لعب

قد ومقا شكله وسيرته ... وأحكما منه أكرم الأدب

نعم الفتى تقرن الصعاب به ... عند تجاثي الخصوم للركب

ترى له الحلم والنهى خلقاً ... في صولة مثل جاحم اللهب

سيف الإمامين ذاك وذا إذا ... قل بناة الوفاء والحسب

ذا هوادة لا يخاف نبوتها ... ودينه لا يشاب بالريب

فلما سمعها معن قال له: إن شئت مدحناك كما مدحتنا. وإن شئت أثبناك. فاستحيا مطيع من اختيار الثواب على المديح وهو محتاج إلى الثواب فأنشأ:

ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب نعمة وأخي ثراء

ولكن الزمان برى عظامي ... وما مثل الدراهم من دواء

فضحك معن حتى استلقى. وقال: لقد لطفت حتى تخلصت منها. صدقت لعمري ما مثل الدراهم من دواء. وأمر له بثلاثين ألف درهم وخلع عليه وحمله (الأغاني) . قال البستي يمدح آل فريعون:

بنو فريعون قوم في وجوههم ... نور الهدى وضياء السؤدد العالي

كأنما خلقوا من سؤدد وعلا ... وسائر الناس من طين وصلصال

من تلق منهم تقل هذا أجلهم ... شأناً وأسمحهم بالنفس والمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015