وكان الناس كلهم لمعن ... إلى أن زار حفرته عيالا

حتى فرغ من القصيدة وجعفر يرسل دموعه على خديه. فقال: هل أثابك على هذه المرثية أحد من أهل بيته وولده. قال: لا. قال: فلو كان معن حياً ثم سمعها منك كان يثيبك عليها. قال: أربعمائة دينار. قال: فإنا كنا نظن أنه لا يرضى لك بذلك وقد أمرنا لك عن معن رحمه الله بالضعف مما ظننته وزدناك مثل ذلك. فأقبض من الخازن ألفاً وستمائة دينار قبل أن تخرج. فقال مروان يذكر جعفراً وما سمح به عن معن:

نفحت مكافئاً عن جود معن ... لنا فيما تجود به سجالا

فعجلت العطية يا ابن يحيى ... لنادبه ولم ترد المطالا

فكافأ عن صدى معن جواد ... بأجود راحة بذلت نوالا

بنى لك خالد وأبوك يحيى ... بناء في المكارم لن ينالا

كان البرمكي لكل مال ... تجود به يداه يفاد مالا

الصلات والصلاة

ومما يستحسن من تجنيس الصلات والصلاة حكاية أحمد بن المدير. وكان إذا مدحه شاعر ولم يرض شعره قال لغلامه: امض به إلى المسجد فلا تفارقه حتى يصلي مائة ركعة ثم خله. فتحاماه الشعراء إلا الأفراد المجيدون. فجاء الحسين بن عبد الرحمان البصري فاستأذنه في النشيد. فقال: أعرفت الشرط. قال: نعم وأنشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015