أيديهن. فتقسمه بالسوية عليهن من غير خصوص. ولا حظ منقوص.
(قال الشيخ) : لكم البشارة. يا أهل البشارة. إن فهمتم رمز هذه العبارة. فأنصتوا بضرب هذه الأمثال المستعارة. (قيل) اجتمع الطيور وقالوا: لا بد لنا من ملك نعترف له ونعرف به. فهلموا ننطلق في طلبه. ونستمسك بسببه. ونعش في ظله. ونعتصم بحبله. وقد بلغنا أن بجزائر البحر ملكاً يقال له عنقاء مغرب. قد نفذ حكمه في المشرق والمغرب. فهلموا بنا إليه. متوكلين عليه. فقيل لهم إن البحر عميق والطريق مضيق. والسبيل سحيق. وبين أيديكم جبال شاهقة. وبحار مغرقة. ونيران محرقة. ولا سبيل لكم إلى الاتصال. ولو تقطعت الأوصال. فدون وصاله حد النصال. فأقمن في أوكاركن. فإن العجز من شانكن. والملك غني عنكن. وإن الله لغني عن العالمين. قالوا: صدقت ولكن منادي الطلب ينادي. ففروا إلى الله. فطاروا بأجنحة ويتفكرون في خلق السماوات والأرض. صابرين على ظمأ الهواجر. بإشارة: ومن يخرج من بيته مهاجراً. فسلكن سبيلاً عدلاً. إن أخذن ذات اليمين أرمتهن برودة الرجاء. وإن عدلن ذات الشمال أحرقتهن حرارة الخوف. فهم بين سباق. ولحاق ومحاق. وتلاش واحتراق. وتغاش واستغراق. وبعد وافتراق. حتى وصل كل منهم إلى جزيرة الملك وقد سقط ريشه. وتكدر عيشه.